أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة مقتل عشرة أشخاص وإصابة أكثر من 30 يوم الاثنين بنيران إسرائيلية، وذلك خلال محاولتهم الوصول إلى مركزين لتوزيع المساعدات، في حين أشار الجيش الإسرائيلي إلى إطلاق “أعيرة تحذيرية” باتجاه مشتبه بهم.
وقال شهود عيان إن الجيش الإسرائيلي لم يطلق النار عليهم فحسب، بل تعرضوا للمرة الأولى أيضاً لهجوم من قبل مسلحين فلسطينيين متحالفين على ما يبدو مع الجيش الإسرائيلي.
وقبل أيام، اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل تدعم العشائر المحلية في غزة كشكل من أشكال المعارضة لحماس.
وجاءت تصريحات نتنياهو بعد أن نقلت تقارير إعلامية إسرائيلية عن مصادر دفاعية قولها إن نتنياهو أَذن بتزويد جماعة في جنوب غزة بالأسلحة.
وما أشار إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي في مقطع الفيديو، كان التقارير التي أفادت بأن إسرائيل – وبتفويض مباشر منه – تُزوّد جماعة في غزة يقودها ياسر أبو شباب بالأسلحة وتعرف نفسها باسم “القوات الشعبية”.
وتقدم هذه الجماعة – التي يراها البعض ميليشيا أو عصابة إجرامية – نفسها على أنها قوة مُعارضة لحماس.
وتقول إسرائيل إن هدفها هو حماية الشاحنات التي تنقل المساعدات إلى غزة، لكن المعارضين يقولون إنها تفعل العكس، متهمين إياها بنهب الشاحنات.
من جانبه، نفي ياسر أبو شباب في مقطع على الإنترنت “نفياً قاطعاً” أن تكون إسرائيل قد قامت بتزويد جماعته بالأسلحة، قائلاً إن “أسلحتنا بسيطة وقديمة، وحصلنا عليها بدعم من شعبنا”.
وقال المجلس الأوروبي إن أبو شباب “أفيد بأنه كان مسجوناً سابقاً لدى حماس بتهمة تهريب المخدرات. ويقال إن شقيقه قُتل على يد حماس خلال حملة ضد هجمات المجموعة على قوافل مساعدات تابعة للأمم المتحدة”.
من جهتها، قالت حماس إن “هدف إسرائيل هو إحداث حالة فوضى أمنية ومجتمعية، وتسويق مشاريع الاحتلال لهندسة التجويع والسرقة المنظمة للمساعدات الإنسانية”.
وأضافت “إننا في حركة حماس نؤكد أن هذا الاعتراف الرسمي يُثبّت ما كشفته الوقائع الميدانية طوال الأشهر الماضية، من تنسيق واضح بين عصابات اللصوص والمتعاونين مع الاحتلال وبين جيش العدو نفسه، في نهب المساعدات وافتعال أزمات إنسانية تزيد معاناة شعبنا المحاصر”.
بينما أفادت مصادر في حركة حماس بأن الحركة ترى أن أنشطة أبو شباب أصبحت مشكلة. وأشار تقرير صحفي في إحدى وسائل الإعلام العربية إلى أن الجناح العسكري لحماس بدأ بتنفيذ عمليات اغتيال لأفراد من العشيرة.
وقُتل عشرات الفلسطينيين قرب نقاط توزيع المساعدات الغذائية التي تديرها “مؤسسة غزة الإنسانية” منذ أواخر مايو/أيار بحسب الدفاع المدني والصليب الأحمر الدولي.
وبدأت مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة،عملياتها في أواخر مايو/أيار بعدما رفعت إسرائيل جزئيا الحصار المطبق الذي حرم سكان القطاع من مساعدات حيوية.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل في تصريح لوكالة فرانس برس إن الجيش الإسرائيلي أطلق النار “عدة مرات” على أشخاص كانوا يتجمّعون في منطقة العلم للتوجه إلى مركز لتوزيع المساعدات.
وقال إن إطلاق النار “أوقع ستة شهداء وعدداً من الجرحى في حوالي الساعة 6.20 (3.20 بتوقيت غرينتش)”، كما أعلن “استشهاد أربعة آخرين” نحو الساعة 14.30 (11.30 بتوقيت غرينتش) بنيران إسرائيلية في المنطقة.
وردّاً على سؤال لفرانس برس قال الجيش الإسرائيلي إن “أفراداً عدة” حاولوا ليل الأحد/الاثنين الاقتراب من قواته في منطقة رفح “على نحو شكّل تهديداً للجنود”.
ولفت الجيش إلى أن الجنود “أطلقوا عيارات تحذيرية لإبعاد هؤلاء الأفراد”، وقال إنه بصدد مراجعة معلومات تفيد بـ”جرح أفراد عدة”.
إلى ذلك، أشار بصل إلى واقعة مماثلة سجّلت “قرب نقطة توزيع المساعدات بمحيط نتساريم” في جنوب مدينة غزة، وأعلن “نقل 31 إصابة على الأقل إلى مستشفى العودة في النصيرات”، جراء نيران إسرائيلية نحو السادسة صباحاً (3.00 ت غ).
وقال الجيش الإسرائيلي لفرانس برس إن “آلاف المدنيين الفلسطينيين (…) حاولوا اقتحام مركز لتوزيع المساعدات” ليل الأحد/الاثنين “في قطاع ممر نتساريم”.
وأشار الجيش إلى أنه في مواجهة “مشتبه بهم” و”استمرارهم بالتقدم على نحو شكّل تهديداً للجنود، رد هؤلاء بإطلاق عيارات تحذيرية”، موضحاً أنه “ليس على علم بمعلومات تفيد بسقوط جرحى” من جراء إطلاق العيارات.
من جانبه قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين إن الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة ومنع دخول المساعدات الإنسانية إليه “فاضح” ووصفه بأنه “عار”، داعياً مجدداً إلى إعادة فتح المعابر.
ودعا ماكرون، من مدينة نيس حيث يشارك في مؤتمر المحيطات، إلى وقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني المحاصر في حين نُظمت مسيرات في مختلف أنحاء فرنسا شارك فيها عشرات الآلاف بعد أن اعترضت إسرائيل السفينة مادلين التي تقلّ اثني عشر ناشطاً كانت متجهة إلى غزة لكسر الحصار وإيصال الطعام إلى سكانه المتضورين جوعاً.
ودعت أحزاب اليسار إلى المسيرات التي جرت في باريس وخمس مدن أخرى على الأقل. ووصف جان لوك ميلانشون، رئيس حزب فرنسا الأبية إيقاف الجيش الإسرائيلي السفينة مادلين وتغيير مسارها بأنه “قرصنة”.