يُثمّن حزب حقوق الإنسان والمواطنة، برئاسة المستشار أحمد جمال التهامي، عضو تحالف الأحزاب المصرية، البيان المشترك الصادر عن وزراء خارجية 21 دولة عربية وإسلامية، والذي جاء بإشراف مباشر من جمهورية مصر العربية، باعتباره إنجازًا دبلوماسيًا نوعيًا يعكس الدور الريادي لمصر في بناء موقف جماعي عقلاني ومسؤول، في لحظة إقليمية بالغة الحساسية، ضد العدوان الإسرائيلي المتواصل على إيران.
ويؤكد الحزب أن القاهرة أظهرت في هذه اللحظة الفارقة قدرة استثنائية على الحشد والتنسيق الدبلوماسي رفيع المستوى مع دول متباينة في الرؤى والمصالح، ما يبرهن على الثقة الدولية المتنامية في مصر كقوة سياسية عاقلة، تقف في صف الشرعية الدولية، وتسعى لدرء الصدامات وصون الأمن الإقليمي من الانزلاق إلى هاوية الحرب.
إن مضامين البيان العربي-الإسلامي المشترك، الذي احتضنته الرؤية المصرية، تعكس إدراكًا استراتيجيًا عميقًا لحجم التهديدات المحدقة بالمنطقة نتيجة للتهور الإسرائيلي، لاسيما ما يتعلق بمحاولات استهداف المنشآت النووية، أو تهديد أمن الملاحة الدولية، وهي تطورات تُمثل خطرًا داهمًا على السلام الإقليمي والدولي على حد سواء.
ويشدّد الحزب على أن مطالبة البيان باحترام سيادة الدول ومبادئ حسن الجوار، والعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، ليست فقط رسائل سياسية، بل هي خطوط دفاع أخلاقية وقانونية ترسم الحدود بين الدول التي تسعى للاستقرار، وتلك التي تتبنى منطق القوة والفوضى.
إن التحرك المصري المدروس يعبر عن موقف مبدئي ثابت، يقوم على تجنيب الشعوب العربية والإسلامية ويلات الحروب، وتغليب منطق الحكمة على ردود الفعل الانفعالية، في ظل إقليم هش يقترب من حافة الانفجار مع كل طلقة صاروخ وكل قرار غير محسوب.
ويعتبر الحزب أن هذا البيان هو رسالة قوية إلى المجتمع الدولي، وبالخصوص إلى القوى الكبرى، مفادها أن الصمت لم يعد مقبولًا، وأن على العالم أن يتحرك لوقف الانزلاق نحو الهاوية، عبر إلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها، التي تمثل خروجًا سافرًا على القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
ويدعو حزب حقوق الإنسان والمواطنة إلى تعزيز دور الأمم المتحدة ومجلس الأمن، بما يضمن حفظ السلم والأمن الدوليين، والعمل على تفكيك الأزمات قبل أن تتحول إلى حروب مفتوحة تخدم قوى التطرف وتُغذّي أيديولوجيات الكراهية.
إن القيادة المصرية تتحرك برؤية واعية وعميقة، تنبع من حرص حقيقي على الحفاظ على التوازن الإقليمي، وحماية المصالح القومية والعربية والإسلامية من الانجراف وراء أجندات الصدام والدمار.
ويؤكد الحزب مجددًا أن الخيار العسكري لا يصنع سلامًا، بل يُعمّق الأزمات ويطيل أمدها، ويقضي على أي أمل في تعايش سلمي حقيقي بين شعوب ودول المنطقة.
