قال النائب سامح الشيمي، عضو مجلس الشيوخ، إن ذكرى ثورة 30 يونيو تمثل تأكيدًا على أن الوعي الشعبي المصري لا يُخدع طويلًا، وأن زمن الانبهار بالشعارات قد انتهى في لحظة فاصلة، حين خرجت الملايين لترفع صوتها باسم الوطن، لا باسم الجماعة، وباسم الدولة، لا باسم التنظيم.
وأشار الشيمي، في بيان له، إلى أن تلك الثورة لم تكن رد فعل غاضب فقط، بل كانت استعادة كاملة لمسار الدولة التي كادت أن تنحرف عن جوهرها، بعدما حاولت قوى أيديولوجية أن تفرض منطق “الوصاية باسم العقيدة”، وتحول المؤسسات إلى ملحقات لمكتب الإرشاد، لا إلى أجهزة تخدم المصريين.
وأضاف أن تجربة الإخوان في الحكم لم تكشف عن ضعف سياسي فحسب، بل عن مشروع صدامي لا يعترف بالدولة المدنية، ولا بقيمة التعدد، بل يتعامل مع الحكم كغنيمة، ومع الوطن كمنصة لتنفيذ أجندات التنظيم الأم.
وأكد أن تصدي الجيش للإرادة الشعبية لم يكن ناتجًا عن طموح في السلطة، بل استجابة للنداء العميق الذي أطلقه الشارع المصري دفاعًا عن هوية الدولة ومؤسساتها، في لحظة لم تعد فيها الخيارات كثيرة.
وأوضح أن الذين قرأوا ثورة 30 يونيو باعتبارها مجرد حدث سياسي، لم يدركوا جوهرها الحقيقي. لقد كانت مصر على مفترق طرق: إما أن تمضي في طريق الفكرة الوطنية التي تأسست عليها منذ محمد علي وحتى ثورة يوليو، أو أن تنكسر تحت وهم مشروع يُدار من خارج حدودها، ويُدار لحساب غيرها. وفي لحظة الوعي الكبرى، قرر الشعب أن يكتب تاريخه بيده، لا أن يُملى عليه. ومن يراجع التاريخ بعين ناقدة، يدرك أن أعظم الثورات ليست تلك التي تُسقط حكامًا، بل تلك التي تسترد الأوطان من حافة الغياب.