في سنواتٍ بعيدة، قبل الأبراج والمرافئ الذكية، حين كانت دبي مدينة تتنفس من بحرها، كان «النوخذة» (صاحب سفينة الصيد) لا يبحر لصيد اللؤلؤ إلّا بعد أن يخبئ شيئاً من الزاد وشيئاً من الصبر. لم يكن يعرف كم سيدوم الغوص، ولا كم حبة لؤلؤ سيجلب، لكنه كان يعلم أن النجاح لا يُقاس بلحظة الوصول، بل بقدرة القارب على الصمود في وجه الأمواج. هكذا كان الادخار في وجدان أهل الإمارات: فعل بديهي، مرتبط بالنجاة لا بالبخل، بالكرامة لا بالخوف.
واليوم، في مدينةٍ ناطحاتها تلامس الغيم، يعود الحديث عن الادخار بلغة جديدة: بلغة الأرقام، والتضخم، ومعدلات الفائدة. ومع تغيّر المفردات، تبقى الحكمة القديمة صالحة: “احفظ شيئاً ليومٍ غير معلوم”.
التضخم يتراجع.. فماذا يعني ذلك؟
سجّلت إمارة دبي انخفاضاً في معدل التضخم إلى 2.8% في مارس 2025، مقارنة بـ3.2%في فبراير، بحسب بيانات مركز دبي للإحصاء.
للقارئ غير المتخصص، يعني انخفاض التضخم أن الأسعار لا ترتفع بسرعة كما كانت، ما يمنح الأفراد فرصة حقيقية لإعادة التفكير في قراراتهم المالية، بعيداً عن ضغوط الاستهلاك السريع والخوف من الغد.
في فترات التضخم المرتفع، يشعر الناس بأن المال يفقد قيمته سريعاً، فيسارعون إلى الإنفاق. أمّا في فترات التضخم المعتدل، مثل التي نعيشها اليوم، يصبح الوقت حليفاً للمدّخرين، وتظهر أمامهم فرص أفضل للتخطيط، والتوفير، والاستثمار بهدوء أكبر.
وقت مثالي للادخار الذكي
انخفاض التضخم لا يعني التراخي، بل يمثّل فرصة ثمينة لتعزيز الاستقرار المالي الشخصي. فحين تكون الأسعار مستقرة نسبيًا والعوائد حقيقية، تصبح المعادلة أوضح: أنت لا تخسر الوقت ولا المال، بل تبني أساساً لمستقبل أكثر طمأنينة.
وهنا يأتي دور الادخار المنتظم، لا كخيار اضطراري، بل كأداة ذكية لمواجهة المستقبل. في الصكوك الوطنية، نؤمن بأن التوقيت المثالي للادخار ليس لحظة الكمال، بل لحظة الوعي. حين يدرك الإنسان أن التوازن بين الاستهلاك والاستثمار هو مفتاح الأمان المالي.
نحن نقدّم حلولاً مرنة ومدعومة بعوائد مجزية ومكافآت منتظمة، لتكون بديلاً عملياً بين حساب مصرفي راكد واستثمار عالي المخاطر.